السبت، 31 يناير 2009

القرية


في ليلها غموض ينم عن سحر يأخذ بالألباب ,

وفي فجرها كل ملامح الحسن الذي يسبي العقول ,

أما بساطة أهلها فإنها تغريك بالولوج بينهم دون طرق أبواب قلوبهم ,

يأتيك نسيمها ليداعب كل شعرة في جسدك.

ولمطرها عبق خاص يمتزج بترابه,

ليرجع بخيالاتنا إلى الماضي وجماله والأجداد وتاريخهم .

نهرب إليها من ضجيج الحضارة لنرفل في هدوئها الساكن في القلب .

ولشمس الأصيل في تلك الوديان المكتنزة بحقول القمح شكل خاص

فالغروب يعطي لسنابل القمح حمرة

كتلك التي تتورد على خدود العذارى حياء وخجلا.

وحينما تودع القرية يبقى الشوق يحدوك صوبها

إلى أن تدخلها فيكون اللقاء لتتنفس الصعداء.

وعلى فراشها الوثير

ترقد كل الأعشاب والأشجار

لترفل في سبات شتوي.

لاتصيبك الدهشة حينما تمشي فيها لأول مرة

لأن الجميع سيجرون نحوك ليحتفوا بك ,

كأنك أمير يجدو فيك جبر فقرهم.

ولكن يجدر بك أن ترى على سحنتهم البريئة

الطيبة والجود فستجد فقط حينها العذر لدهشتك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق