الجمعة، 30 يناير 2009

مطلع يوم جديد






حينما تسير على الشاطئ تستطيع أن تعرفَ ملامحَ الرومانسية


فالناسُ أمامَ البحر يقفون مشدوهين إليه كأنهم حبيبٌ مشتاقٌ يتأملُ رسمَ المحب
الممتنع.


يسيرون ببطء ...


خطواتُهم تكادُ تكون محسوبة ..


هؤلاء الناس هم أنفسهم الذين يلعبون ويركضون في الحدائق والشوارع أو ـ البرـ


هم أنفُسهم الذين يشعلون النيران في مخيم بارد.


ويرقصون ويغنون ليسمروا.

كأن البحر يشلُ حركة الأجساد حتى لا ينازعَه الغير في هدير أمواجه وتلاطم شفاهه
الغاضبة.
أم ربما في البحر نسيمٌ يوقظ ُ العقلَ والفؤادَ .فتنصرف الأجسادُ والأسماعُ لتدفئ به.

غموض البحر واتساعه يثير فيك رغبة في فك طلاسم ألغازه والتحديق إليه حيرة منه.

هدير الأمواج يحسسك بجواد تركبه ويحرك كل ما فيك .

هذه الأصداف التي يلفظها خارج حدوده ليبرهن للرائين تاريخه الحجري العريق.

إذا أتيت فجرا إلى البحر قبيل إشراق الشمس ستحس حينها بلذة السكون ومناجاته ...


سيتسلل إلى أعماقك رغبة ملحة في التحديق به ..


حتى تنتصب الشمس في كبد السماء


وذلك لأن في هذه اللحظات سترى كيف يسكب البحر على وجهه ماء فضيا


يوقظ في عينيك لذة الجمال الساحر..

وما هي إلا لحظات


وترى هذا الوجه يُشرق بالشمس ليُعلنَ التطلعَ والأملَ


ليتلونَ البحرُ بنورهما ..


ليعلنان معاً بداية مطلع يوم جديد.


صباح الخير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق