بدأ الليلُ يَلُفُ الأرْجَاء , وَهُوَ يُخْفِي مَلامِحَ الأَشْيَاء, رَافِعَاً رَايَتَهُ الدّكْنَاء, وَهَذِهِ الغُيُومُ السَمْرَاء , تَكْحِلُ عُيُونَ الليْلِ السَوْدَاء , ...صَوتُ قَطَراتِ المَاءِ يبْدُو صَخَباً وَسَطَ هَذا السُكُون المَهيب..المطرُ يدوِي بِزخَاتِه ِ.....يَعْبَثُ بِخِمَارِ المَلامِح.ِ..أشمُ رائحتَه.. تبَعثُ في النفس ِ السمُو وتوُقِظُ شعلةَ الأملٍ فيْ مَكامِنِي..الحركةُ تدُبُ فيْ الطَبيِعةِ , وَتَنْتَشِي مَعي فَوحَ الحياةِ.الأَرْضُ عَطْشَى تَرْتَوِي مِنْ مياهه الطهورة.... وَهَذهِ الأَغْصَانُ تتَمَايلُ عَلَى رَذاَذِ الغَيْثِ تَصْدَحُ بِحَفيفِ وَتَرْقُصُ فرحاً بمقدم ِ الأميرِ المُنْتَظَر..صوتُ الآذانِ يعَلُو إلىْ الآذانِ .......مُعْلِنَاً نِهَايةَ ليْلةٍ مُنْفَرِدَةٍ بِعُرْسِ الطَبِيعَة.تُمْسِكُ الغُيُومُ عَنْ الْغَيْثِ .....تَسْطَعُ الشَمْسُ بِأَشِعَتِهَا الذَهَبِيَةِ وَ تَبـْرُقُ ألْوَانُ الطيفِ وتَعْكِسُ ألْوَانَ الحَياةِ..الرَوَابِي العَذْراءُ يـُخْدَشُ حَيَاؤُهَا ....فَتُثْمِرُ أعشاباً خضراءَ يافعة..الأزهارُ تُزْهٍر .. والعَصَافيرُ تُغَرِد... وَعبْق الطَبيْعةِ بُخُور استهلالا بِه.وَسُبْحَان مَنْ قَالَ:
(وَجَعلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيٍء حَي).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق