الاثنين، 8 مارس 2010

مكان يحتضر !!

مكان يحتضر!

يصرخُ
يئن ....
يسأل عن حريتنا المبتورة !!
وسكينتنا المفقودة
وجنتنا البهية !!
أين
أين أين .؟؟؟؟؟
تعلو صيحاته الأبية
ولكنها موجوعة
تتألم ُ بأصوات مبحوحة !!!
لا يسمعها إلا من ملك روحا زكية
حرة ٌ
عزيزة
لا تنصاع للذل ولو هُنيهة !!
لا يستمع لها إلا من أصغى يوما لأمجادها العتيقة ....!
وعاصرَ وحدتها بعد معارك جلية ّ
مكان يحتضر :
هل جعلتموني قبرا ولكن مزركشا بسوءِ نية
ليبدو فاتنا وهو لحد من لحودكم الوردية !!!

مكان يحتضر ُ ألما على ماضيه النقي
كيف طليتم لوني إلى الرمادي !!!
هل يعجبكم سوادي الحالي !!
لطختموني بلون قلوبكم القاني !!

هل تناسيتم عهدا قديما جمعنا محبة ووئام
هل أضحت الغيرة هي لسان حالكم وإن أخفيتموها بمكر وخداع
أين تنافسكم باليراع !!!


تناسيتم قلوبا هربت ولاذت بالفرار
من ظُــــلْمِكُم وظُــــلْمَتَكُم في آن !!
فأصبحتْ للهجرةِ تختار
أفضل من غربة أرواحٍ تُهان
تَعْزِفُ عن حبِ الأوطان
وأنتم تعزفون على جوانح جروحها النيام
وحقوقها أُهدرت .......لم تُصان
بعثرتم أحرفها ومن مداد النار لفحتموها بشواظ
بعد أن كانت تكتب بأحرف من سنا فضاء الضياء
و تحيا عصافير تُغرد في واسع السماء
مكان يحتضر ......
فهل تسمع أجراس أهله !!!
وهم ليسوا أهلا له !!!!!
هم النشاز !!! في وضح النهار
وإن ارتدوا ألف قناع وقناع
وتنكروا بأبهى فستان
.........
جذوري الأصيلة هي التي مازالت تنتظر صحوة جديدة
أو اِنبثاقا لأغصانها على أملِ ودقٍ يبعثُها لعلهُ يقطُر قريبا
لبراعمها الندية
وفتيانها الفتية
......
كان كأنه أحلى بستان........فيه أشهى الألوان
مختلف الثمار
وشذى الأزهار
كان.... وكنا
وطناً ....لتلاطُمنا فيجمعُنا مُحيطُ الفكرِ والإيمان
وأقررنا الاختلاف منهجا لتنوعنا بكل وِداد
فتلّونت خطوطنا بثقافتنا وأضحت جمال
وحضارة
وآمال
وكدنا نبلغ أوج الحلم والكمال
مجدا من الأمجاد
...................................

المكان لا يحلو مكان إلا حينما يحيا بأمان
ويحنو على أهله ويُسكرهم حبا بلا مُدام
يلوذ ُ عن الصِدام
يخنقُ الخصام
ليصبح جنة من جنان
نروّح ونستريح فيه بسلام
ونسمع ضجيج أصوات همس الحنان
والدفء يعجُ به يستبيح كل الأركان
لتكون له مكان
وهو لنا مكان
.....
لمَ لمَ عزلتم أحلى أمير كان يُبددُ هذا الظلام
وهو يحيا ظلمة الليل لا ينام
والناس نيام !!
عشق النظام
وأبت عقولكم فقه حرية النظام .....حياة ًوأملا يُنال
وإن كان عنا بعيد المنال !!!
جذبه ..يُقربُهُ لنا ثمرا شهيا دان ٍ
يُجيد اعتلاء صهوة فرسه وإن بدت بليلها تجنح لطريقٍ ثان !!
فيُروِّضُها بسعة ِصدرهِ ليغدو مُهْرُها مثلها نحو الجهاد .. يتسابقان !!!

يهدينا سبل الرشاد ويمنحنا في دياجي ليالينا الأمان
يرعى زهور أحرفنا بروح ولهان
محبٌ للغته متمكنٌ فنان
يستديم رعايتنا بنظره الفتان
يُعاملنا أبا رحيما بكل اقتدار
تظنون أنكم أفحمتموه مكرا وهو بكرامته وكرمه ارتفعَ ثمناً كالجُمان
جهاده لليهود مازال لنا جميعا شرفا ..نيشان
تناسى آلامه ليكتم آلامكم بلا فضح لأمركم فصار عنده الأمر سيان
وهو في حقيقته شتان
لا يستوي إلا المثلان
وأنتم لستم من أشباهه ......بتاتا
............ تختلفان .....!!
تبتعدان ......
لن تلتقيا ...وإن جمعكما مكان !!!!!

أفاعي تحوم حول حمانا تنتظر فرصة للسقوط قد آل
أو حان

ذهب عنا ............أم أذهبتموه ظُلما
فاظلمَ مكاننا وتفشت أصول النزاع .....
لا تُسْتَغْبَى شعوبا !!!!
فينا عقلا منحه الله لنا نعمة نتجاوز بها عن الجهل حُلما باتزان

مكان يحتضر ألما
يختصرُ غصاتنا جزعا
لمَ دونتم على جدراني نزفا
زخرفتم له حواف حروفه جبرا
فأضحت الكتابة على الجدران عندكم موهبة وفنا
وأوراق دفاتري وقراطيسي تناديكم غربة وهجرا
ومكتبتي الحافلة بأشهى الكتب لأنفسكم التواقة تتحسر على لهفتكم التي أشبعتموها خلافا فَفِرَقَا !!
لمَ أوصدتُم أبوابي بُخلا
أمام مواهب أبنائي وهي تفوح نسيما
مكان يحتضر
يندى وجعا
يستغيث هما
يصيح بتراث ِأجدادكم ضيعتموه هباء !!!
منحتموه لرجل لم يأخذ منهم إلا جسدا !!!
أو أشباهه رداء َ !!!!
لمَ استبدلتموني بإمعة يُغازل الفتيان قبل الفتيات تعديا وتجاوزا !!!!

إلهي
حروفي أوصدت محابرها عن السكب من مدادها أنفا
وعجزت كلماتي أن تكتب خواطرها قهرا !!!
وباتت الحسرة لي مخدعا
ومخدعي يصيحُ بي.... رفقا ...رفقا
!!!!

اخترتم اليد السفلى لتسطو على مقاليدنا أمرا
واصطنعنا لها ابتسامات صفراء تُشعُ زيفا
بل
صفقنا لها عبثا !!!
وهي من اختارت العبث نهجا !!!!!
مكان يحتضر
ينادي في الأفاق
يبوح:
اشتقت لوقع حوافر فرس فارسكم مُحمدا
ومن يقتدي به مثلا
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!